تقرير | إمارة #الشارقة في #الإمارات... خالية من «النفايات»

تعتمد كمية النفايات الناتجة على النشاط الاقتصادي والنمو السكاني للدولة، لذلك عادةً ما تكون المجتمعات المتحضرة والمتطورة هي الأكثر تأثيراً على إجمالي النفايات، حيث تتراكم النفايات الصلبة نتاج الاستهلاك البشري من مخلفات الطعام والبلاستيك والملابس والإلكترونيات، وكذلك النفايات التجارية والصناعية مثل حطام الهدم ومخلفات الحرق. لحسن الحظ تنتشر الآن ثقافة تدوير النفايات في الامارات كما في مختلف دول العالم المتحضرة، إذ يعود الفضل في ذلك إلى انتشار المحاضرات التوعوية والحملات التثقيفية التي ساعدت السكان على إدراك الخطر المحدق الذي يحيط بالأرض جرّاء تراكم النفايات.

أثر النفايات وخطرها على البيئة

تواصل مستويات غازات الدفيئة ارتفاعها المستمر، مما يدق ناقوس الخطر عند الجهات الحكومية والمؤسسات المعنية بالبيئة، حيث تعتبر غازات الدفيئة هي المسبب الأول للانحباس الحراري والتقلبات المناخية المطّردة، والتي يترأسها غاز الميثان الأكثر خطراً والذي يتفوق على غاز ثاني أكسيد الكربون في الخطورة على توسّع ثقب الأوزون.

ناهيك عن الأضرار الناجمة من هذا التدهور البيئي على البحار والمحيطات، وكذلك على الاقتصاد وأنشطته المختلفة من الزراعة والسياحة والصحة.

فوائد تدوير النفايات

تحرص كافة الحكومات حول العالم على التوجه إلى حلول بيئية مستدامة سعياً إلى الوصول إلى عالم أخضر صحي ونظيف. تنطلق رغبة تدوير النفايات في الامارات كغيرها من دول العالم لما تحققه من تغييرات وفوائد جمّة، منها:

• تعمل على الحد من ظاهرة الاحتباس الحراري
• تمنع تراكم النفايات التي تؤثر على صحة الإنسان
• تقلل من استهلاك الطاقة المستخدمة في استخراج المواد الخام
• توفر فرص عمل للكثير من الأفراد
• تحد من تلوث المياه الجوفية والمحيطات والبحار
• تقلل من عدد مكبات ومدافن النفايات
• تحد من انبعاث الغازات السامة الناتجة عن عملية حرق النفايات أو دفنها

أنواع النفايات القابلة لإعادة التدوير

تقوم البلديات و مصانع تدوير النفايات في الامارات بمعالجة وتدوير مختلف أنواع النفايات، مثل:

• المعادن: الحديد، الفولاذ، الألمنيوم والزجاج
• البلاستيك
• الورق: الكتب المدرسية، الورق المقوى، الوثائق والكرتون
• المواد النسيجية والأقمشة
• إطارات السيارات
• المواد الإلكترونية

تقع عملية اعادة تدوير البلاستيك على رأس أولويات مصانع اعادة التدوير في الامارات، ومن أهم الخطوات في سبيل الحفاظ على البيئة، نظراً للفترة الزمنية الطويلة اللازمة لتحلّل البلاستيك وأثره الكبير على البيئة والمحيطات والكائنات البحرية.

تدوير النفايات في الامارات

تحرص دولة الإمارات على التخلص من النفايات بأنواعها المختلفة بطرق مبتكرة بعيداً عن الأساليب التقليدية مثل تكديسها بالمكبات، فتحرص على إعادة تدويرها وتحويلها إلى مواد يستفاد منها، بالإضافة إلى تشجيع سلوك إعادة التدوير باستخدام أسلوب التحفيز والعوائد المادية مقابل المساهمة في إعادة التدوير.

احصائيات نفايات الامارات

أفاد تقرير شركة ريسيرش آند ماركت البحثية لعام 2017 بأن حجم النفايات المجمّعة في دولة الامارات قد بلغ 39 مليون و 188 ألف طن متري، 90% منها نتجت من ابوظبي ودبي والشارقة، كما وتشهد دولة الامارات تراجعاً ملحوظاً في كمية النفايات المجمعة والتي تشمل تلك المرفوضة من مراكز التدوير، ممّا يعد مؤشراً واضحاً على تزايد الإنجاز في عملية تدوير النفايات وإعادة استخدامها.

أظهر تقرير مركز دبي للإحصاء، أن كمية النفايات المجمّعة خلال الربع الأول من العام 2019 الجاري بلغت 4,602,276 طن متري، مقابل 5,770,688 طن متري خلال العام 2018 الماضي.

انتاج الطاقة وفوائد التدوير

من المتوقع ان يصل عدد سكان العالم إلى 10 مليار نسمة بحلول عام 2050، مما سيؤدي إلى زيادة الإنتاج الغذائي والنشاط الاقتصادي، وبالتالي ارتفاع أثر الفرد على نتاج النفايات العالمي، ما يتطلب تدخل سريع في إيجاد حلول خضراء وصديقة للبيئة لضمان مستقبل مستدام للأجيال القادمة دون التعدي على المصادر غير المتجددة.

بدأت جهات الإمارات الحكومية المعنية بالطاقة، وبالتعاون مع السلطات المختصة بإعادة تدوير النفايات، بإنشاء 4 محطات توليد للطاقة من النفايات تكفي لسد احتياجات أكثر من 50 ألف منزل بحلول عام 2021، إذ تصل قدرتها الاستيعابية إلى أكثر من 2.5 مليون طن من النفايات سنوياً، ممّا يساهم في خفض البصمة الكربونية لدولة الامارات. من هذه الشركات شركة الإمارات لتحويل النفايات إلى طاقة ومحطة تحويل النفايات إلى طاقة في الشارقة، والتي من المتوقع أن تعالج 300,000 طن من النفايات.

ينبع من هذه المخاوف حرص دولة الإمارات على تقديم حلول علمية لتحويل النفايات إلى طاقة كهربائية، إذ يصل إنتاج الفرد الواحد من النفايات في الإمارات إلى 650 كيلوجراماً سنوياً، الأمر الذي جعل الإمارات الأعلى عالمياً من حيث ارتفاع معدل إنتاج النفايات، إلا أنها قد أصبحت مصدراً من مصادر الطاقة المتجددة في الإمارات بعد الطاقة الشمسية، وأحد الحلول غير التقليدية لتحقيق بيئة نظيفة مثل البيئة في المدن المستدامة في دبي.

شركات تدوير النفايات في الامارات

أنشأت حكومة ابوظبي مركز ابوظبي لإدارة النفايات الذي اطلقت عليه اسم “تدوير” في عام 2008، وهذه الشركة هي المسؤولة عن السياسات والاستراتيجيات لإدارة النفايات في جميع أنحاء الإمارة، والتي تعمل وفق الخطة الاستراتيجية 2030 لتحقيق الاستدامة. كما افتتح مركز التدوير أكبر منشأة اعادة تدوير النفايات الالكترونية في الامارات، إضافةً إلى بعض شركات اعادة تدوير الورق في الامارات، مثل شركة الظفرة لصناعة الورق وكذلك مصنع الاتحاد للصناعات الورقية.